البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : لا وضع للرحل الا بعد ايضاع


القصيدة الحادية و الثلاثون حسب شروح الزند: ص741/عدد الأبيات (33). القصيدة بمضمونها من أثمن قصائد أبي العلاء والظاهر أنه كتبها على عجلة لما رأى ركبا مسافرا إلى بغداد، فحملهم القصيدة إلى أبي حامد، وذلك قبل شوال عام 406 وهو تاريخ وفاة أبي حامد. ولم يشتهر من أبيات القصيدة سوى البيت يَمّمْتُه وبودّي أنني قَلَمٌ = أسعى إليه ورأسي تحتيَ السّاعي# ذكره الزمخشري في ربيع الأبرار، وهو فيه (أتيته) مكان (يممته) وقد يكون الشريف الرضي استعار قوافي القصيدة في عينيته التي أولها: مَنابِتُ العُشبِ لا حامٍ وَلا راعِ = مَضى الرَدى بِطَويلِ الرُمحِ وَالباعِ# لأن تشابه القوافي بين القصيدتين ليست صدفة. وتأتي قيمة القصيدة العالية أنها رسالة بعث بها إلى أبي حامد الإسفراييني أحمد بن محمد مولده عام 344هـ ووفاته في شوال سنة 406هـ) والذي ينعت بمجدد المائة الرابعة. وأشهر أخباره حرقه لمصحف عبد الله بن مسعود (ر) ببغداد عام 398هـ وقد وصف السبكي القصة في ترجمته في "طبقات الشافعية" وأشهر أثاره (التعليقة الكبرى) وتقع في خمسين مجلدا، ذكر فيها مذاهب العلماء، وبسط أدلتها والجواب عنها، وقد رأى السبكي عدة نسخ منها في المدرسة الناصرية بدمشق إحداها بخط سليم الرازي تلميذ أبي حامد. وقال في ترجمته: (اعلم أنه ما جاء بعد أبي العباس بن سريج من اشتهرت تصانيفه وكثرت تلامذته واتسعت أقواله وبعد عن القرين في زمانه كالشيخ أبي حامد وبهذا القيد خرجت أئمة هم أجل منه وهم بعد ابن سريج لكن لم يتهيأ لهم هذا الوصف). وقد انفرد الخوارزمي بترجمته في شرح البيت 21 اسْمعْ أبا حامدٍ فُتْيا قُصِدتَ بها = مِن زائِرٍ لجَمِيلِ الوُدّ مُبْتَاعِ# قال: هو أحمد بن محمد بن أحمد أبو حامد الأسفراييني الفقيه ولد سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وقدم بغداد سنة أربع وستين فدرس فقه الشافعيّ حتى صار واحدَ وقته وانتهت إليه الرّياسة. وكان يحضر درسه سبعمائة متفقِّه. وله في الفقه مصنفات جليلة. وقيل: لو رآه الشافعي لفرح به. ومن نُفاثاته: لا يَغْلونَّ عليك الحمدُ في ثَمَنٍ=فليس حَمْدٌ وإن أثْمَنتَ بالغالي# الحمدُ يبقى على الأيام ما بَقيتْ=والدَّهر يذهب بالأحوالِ والمالِ# مات ليلة السبت لإحدى عشرة ليلة بقيت من شوال سنة ست وأربعمائة قوله (من زائر لجميل الود مبتاع) أراد به نفسه. وهذه الترجمة اختزلها الخوارزمي من تاريخ بغداد، وقد ترجم له الخطيب البغدادي ترجمة حافلة باخباره وأولها: (أحمد بن محمد بن أحمد أبو حامد الفقيه الإسفراييني قدم بغداد وهو حدث فدرس فقه الشافعي على أبي الحسن بن المرزبان ثم على أبي القاسم الداركي وأقام ببغداد مشغولاً بالعلم حتى صار أوحد وقته وانتهت إليه الرياسة وعظم جاهه عند الملوك والعوام ...إلخ وآخرها: (توفى أبو حامد ليلة السبت لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر شوال سنة ست وأربعمائة، ودفن من الغد، وصليت على جنازته فى الصحراء، جنازته في الصحراء وراء جسر أبي الدن وكان الإمام في الصلاة عليه أبو عبد الله المهتدي خطيب جامع المنصور وكان يوماً مشهوداً بكثرة الناس وعظم الحزن وشدة البكاء ودفن في داره إلى أن نقل منها ودفن بباب حرب في سنة عشر وأربعمائة) وفيها قوله: حدثني الحسن بن أبي طالب قال أنشدنا أبو حامد أحمد بن أبي طاهر الإسفراييني قال كتب إلي قاضي ترمذ: لا يغلون عليك الحمد في ثمن = فليس حمد وإن أثمنت بالغالي# الحمد يبقى على الأيام ما بقيت= والدهر يذهب بالأحوال والمال# إلا أن السبكي في ترجمته له نسب البيتين إليه قال: ومن شعر الشيخ أبي حامد: (ثم أورد البيتين) وجدير بالذكر هنا أن الإمام الذهبي (رحمه الله) أخطأ (لا محالة) فخلط بين أبي حامد الإسفراييني وبين أبي حامد المروروذي أحمد بن بشر (ت 362هـ) شيخ أبي حيان التوحيدي فقال في ترجمة الإسفراييني ( قال أبو حيان التوحيدي في "رسالة ما يتمثل به العلماء": سمعت الشيخ أبا حامد يقول لطاهر العباداني: لا تعلق كثيراً مما تسمع مني في مجالس الجدل، فإن الكلام يجري فيها ختل الخصم ومغالطته ودمغه ومغالبته. فلسنا نتكلم فيها لوجه الله خالصاً. ولو أردنا ذلك لكان خطونا إلى الصمت أسرع من تطاولنا في الكلام، وإن كنا في كثير من هذا نبوء بغضب الله تعالى، فإنا مع ذلك نطمع في سعة رحمة الله) ونقل هذا الخطأ عنه تلميذه التاج السبكي في طبقات الشافعية من غير تحرير. وفي شرح الخوارزمي للبيت: وكــم قَصــَرْنا صـَلاةً غيـرَ نافِلـةٍ =فــي مَهْمَـهٍ كَصـَلاة الكَسـْفِ شَعشـاعِ# قوله: القصر في السفر جائز عند الشافعي. والمسافر على الخيار بين القصر والإتمام؛ ...وعندنا الإتمام في السَّفر بدعة، حتَّى لو أتم الصلاة عمداً فقد أساء. ... وأبو العلاء كان-على ما يدلُّ عليه كلامه- شافعي المذهب، والممدوح بهذه العينية كان أيضاً كذلك، فكانت صلاة الكسوف المعهودة بينهما، صلاة الكسوف على مذهب الشافعيّ @ وقال يمدح أبا حامد أحمد بن أبي طاهر الأسفراييني: (1) (1)هذه القصيدة مما لم يرد في شرح البطليوسي. وفي الخوارزمي: (وقال أيضاً في البسيط الثاني والقافية من المتواتر ما كتب إلى أبي حامد الأسفرايني عند كونه ببغداد). والأسفراييني: نسبة إلى أَسْفَرايِيْن بالفتح ثم بالسكون وفتح الفاء وراء وألف وياء مكسورة وياء ساكنة ونون، كذا في معجم البلدان. وفي ابن خلكان بياء مثناة مكسورة ونون، وهي ضاحية من ضواحي نيسابور. وانظر التعريف بأبي حامد هذا في ابن خلكان وكتب التاريخ في وفيات سنة 410.


الى صفحة القصيدة »»