البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : أمور تستخف بها حلوم


اللزومية السادسة و العشرون بعد الخمسمائة وهي اللزومية التي اتفق أعداء أبي العلاء على انها دليل إلحاده الأكبر، وافتتحوا بها مآخذهم على أبي العلاء واكتفى ابن تغري بردي بها في آخر ترجمته لأبي العلاء في "النجوم الزاهرة" فقال: (وقد اختلف الناس في أبي العلاء المذكور، فمن الناس من جعله زنديقاً وهم الأكثر، ومن الناس من أول كلامه ودفع عنه. ومما يستشهد عليه من المقالة الأولى قوله: الوافر عقول تستخف بها سطور = ولا يدري الفتى لمن الثبور# كتاب محمد وكتاب موسى= وإنجيل ابن مريم والزبور# وله في غير هذا المعنى أشياء كثيرة) وبعدهما البيت: نَهَت أُمَماً فَما قَبِلَت وَبارَت= نَصيحَتُها فَكُلُّ القَومِ بورُ# وهي إحدى القطع التي نافح أبو العلاء عنها في "زجر النابح" فلم يترك بيتا من ابياتها إلا ورد فيه على مطاعنهم فكان من كلامه في التعقيب على البيت الرابع وَدارا ساكِنٍ وَحَياةُ قَومٍ =كَجِسرٍ فَوقَهُ اِتَّصَلَ العُبورُ# (أعوذ بالله من زمان تجوز فيه دعوى مموه أن هذا البيت دليل على الإلحاد. أفبين البهائم هذا المتكلم أم بين الإنس؟ ... فإلى الله يشتكى السفه وقلة المنصفين. (إلى أن قال): كيف يستحسن من له غريزة يشوبها شيء من عقل أن يقول مثل هذه الأشياء ويتأول مثل هذ المنكرات في بعض الأبيات؟ فإذا جاء ما يُنبي عن بيانها ألقاه إلقاء عمدٍ وتحامُل. فلله الراجز حيث يقول: لو أن لي عصبة يمانيه=ما تركتني للكلاب العاويه# ولكن إنما يغضب لهذه الأشياء المسلمون وقد اغترب الإسلام في هذا الأوان ... غربة عنقاءِ مُغْرِبٍ) وقال في التعقيب على البيت الثامن: أُصولٌ قَد بُنَينَ عَلى فَسادٍ=وَتَقوى اللَهِ سوقٌ لا تَبورُ# أفما يستحي المتقرّب بثلب البُرآء أن يذكر ما يشتبه عليه فلا يعرفه، ويُلغي ما هو ملزمٌ بضدِّ ما زعم وقال في التعقيب على البيت التاسع: (قد أخذ المؤلف نفسه بأدبِ هذا البيت، فَليَصْبِرَنَّ على ما لقيه من السفه وقلة الانصاف. وإنه غير حافل أراح الموتُ عليه أم ابتكر ولا ميال على أيّ صَرْعيه وقع. كُليهِ وجُريهِ جَعارِ وأبشري=بلحم امرئٍ لم يشهدِ اليوم ناصِره# بمن يهتف وبمن يستغيث؟ وما يحاول النصرة إلا بحمل ما وجد على اليقين) وقد نقلنا كلامه كاملا في آخر هذه المقدمة وهو كلام لحقه الطمس في مواضع كثيرة ونشره المحقق د. أمجد الطرابلسي كما وجده. (وهي اللزومية السادسة و الأربعون في قافية الراء / عدد أبياتها9) (الوافر): الأصول الفاسدة: وقال أيضاً في الراء المضمومة مع الباء وواو الردف: ص595_ شرح نَديم عَدِي_ ج2/دار طلاس للدراسات/ط2. @@@@@ سنعتمد في شرح ما تبقى من اللزوميات شرح د. حسين نصار الذي أصدره (مركز تحقيق التراث الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة، مصر 1992م ، عدد الأجزاء (3) عدد الصفحات (1397) تحقيق سيدة حامد، منير المدني، زينب القوصي، وفاء الأعصر إشراف ومراجعة الدكتور حسين نصار) مع إضافة شرح أمين عبد العزيز الخانجي (طبعة مكتبة الخانجي، القاهرة بمقدمة الأستاذ كامل كيلاني، ومراعاة الرموز (هـ) هامش النسخة الهندية، و(م هـ ) متن الهندية، و(م) شرح النسخة المصرية. وكذلك شرح عزيز أفندي زند مدير جريدة المحروسة ومحررها طبع بمطبعة المحروسة بمصر سنة 1891م، آخذين بعين الاعتبار المحافظة على ما وصلنا من شرح البطليوسي وكنا قد اعتمدنا سابقا نشرة د طه حسين وإبراهيم الأبياري حتى اللزومية ٧٥ وهي آخر ما نشر من شرحهما للزوميات ((ورأينا اعتبارا من اللزومية 113 أن نلم ببعض ما انفرد به الشيخ أحمد بن إسماعيل الفحماوي (ت 1307هـ) في نسخه وهو وراق متأخر كان يتعيش بنسخ اللزوميات وبيعها. وتعج نسخة الفحماوي هذه بحواش وتعليقات نقلها الدكتور حسين نصار برمتها في نشرته في كل شروحه سواء أشار إلى ذلك أم لا ولا ندري كيف نلتمس له العذر على أنه لم يصرح في المقدمة أنه اعتمد نسخة الفحماوي بل لم يذكر نسخة الفحماوي في كل مقدمته ولا تفسير لذلك سوى الفوضى التي خلفتها أقلام فريق العمل الذي كان يشرف عليه وقد استنفد الفحماوي خياله الفني في ابتكار صور حواشيه فهذه بصورة زورق وأخرى في هيئة جمل قاعد وأخرى صور أمواج أو سارية قامت على هامش الصفحة وتضمنت شروح كل الأبيات مضفورة كضفائر السواري ونأمل أن نجد فرصة لاحقا لإعادة نشرها في موقعنا ' بحيث تكون كل صفحة في مكانها من اللزوميات وكل ما يذكره نصار في شرحه للأبيات هو كلام الفحماوي والحق أن يرد الحق إلى أهله. وذكره أحمد تيمور باشا في كتابه عن ابي العلاء فقال أثناء تعريفه باللزوميات: "وكان الأديب الفاضل الشيخ أحمد الفحماوي النابلسي، نزيل مصر رحمه الله تعالى، مشتهِرًا بكتابة نسخ من هذا الكتاب، يتحرى فيها الصحة، ويطرزها بالحواشي المفيدة، ثم يبيع النسخة بعشرين دينارًا مصريًّا، فيتنافس في اقتنائها أعيان مصر وسراتها، وعندي منها نسختان" انتهى كلام تيمور باشا وفي أخبار الفحماوي أنه قام بطبع اللزوميات لأول مرة في مصر على الحجر في مطبعة كاستلي التي كان يعمل فيها وهي أشهر مطبعة وقتها بعد مطبعة بولاق (ولم نتوصل حتى الآن إلى هذه الطبعة ولا نعرف تاريخها) والنسخة التي سنعتمدها هي النسخة التي تحتفظ بها دار الكتب المصرية برقم 72 شعر تيمور وتقع في 448 ورقة.)) ونشير اعتبارا من اللزومية 391 إلى ما حكيناه في مقدمة اللزومية 390 عن اكتشاف نسخة من ديوان ابن حزم تضمنت قطعة من لزوميات أبي العلاء وقع فيها خلاف في ألفاظ كثيرة وزيادة على أبيات اللزوميات وكلها تنحصر في حرفي الدال والراء ( والله الموفق). أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فهي أشهر ما تداوله أعداء أبي العلاء ومكفروه من شعره ولاسيما البيتان (1، و2) ومنهم ابن الجوزي في (المنتظم)، وياقوت في (معجم الأدباء). وابن كثير في (البداية والنهاية)، والذهبي في كتاب (سير أعلام النبلاء)، وابن تغري بردي في (النجوم الزاهرة) كما ذكرنا في المقدمة والرحالة كبريت الموسوي في (رحلة الشتاء والصيف)، ونكرر التنويه هنا إلى أن اللزومية كاملة هي القطع من رقم (39) إلى (45) من كتاب"زجر النابح" لأبي العلاء ص65، وما بعدها وطبع الكتاب بتحقيق د. أمجد الطرابلسي قال بعد أن أورد اللزومية كاملة: القطعة (39): قال أبو العلاء في الرد على من اعترض عليه في البيت الأول: هذا مبني على قوله تعالى (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (1)، فقد علم أن جميع ما في الدنيا غرور وخدعة بدليل قوله: [في هذه الآية] وغيرها من الآيات كقوله: (أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا) (2)والطيبات المُتَع مما تستخفُّ بها الحلوم. (ما يدري الفتى لمن الثبورُ) أي ما يدري من يهلك في العاقبة ولا من يسلم ومثل هذا متردد في الحديث المأثور وغيره من أخبار التابعين وأنه لا ينبغي أن يُحكم على أحد أنه من أهل الجنة ولا من أهل النار لأن [ الله يحكم](3) فيهم كيف [أشاء] جلَّت عظمته وهذا البيت قائم بنفسه غير متصل بما بعده (هـ). (1)سورة آل عمران 185. (2) سورة الأحقاف 20. (3) ما بين القوسين مطمس في الأصل وقدر بمقتضى سياق العبارة. القطعة (40): وقال تعليقاً على البيتين الثاني والثالث: (كتاب محمد) مبتدأ غير متعلق بما قبله، وما بعده عطف عليه إلى قوله (الزبورُ)، ثم جاء الخبر في قوله (نهت أمماً، والبيت) و(نهت) راجعة إلى الكتب. وهذا بيّن مشهور لأنَّ كلَّ أمة لم تقبل أمر نبيِّها وإنما قبله بعضُهم. والإسلام على أنه أشرف الملل، قد أظهر المنتسبون إليه أشياء هي محظورة فيه كشرب الخمر والمراباةِ وغير ذلك من المناكير. وهم، مع ما يفعلون يأملون الرحمة ويرجون العفو ويُقرُّون بالوحدانية، وإن الله لعفو رحيم. وإنما أتي هذا المُنكر من جهله بأحكام المنظوم وقلة خبرته باتصال الجُمل بعضها ببعض. [لعله قرأ البيت] (1) الأول منها دون أن يتبعه بالآخر فظن-ومعاذ الله أن يذهب المؤلف إلى ذلك- أن البيت الثاني تفسير للأول، وليس كما ظن [...](2). وإنما هذا فن من القريض يسمى الإغرام(3) وهو دون التضمين(4) كما قال كُثيِّر (5): وَإِنِّـــي وَتَهْيَــامِي بِعَـزَّةَ بَعْـدَمَا =تَخَّلَّيْـــتُ مِمَّــا بَيْنَنَــا وَتَخَلَّــتِ# لَكَــالمبتغي ظِـلَّ الغَمَامَـةِ كُلّمَـا =تَبَـــوَّأَ مِنْهَــا لِلمَقِيـلِ اضْـمَحَلَّتِ# فخبر (إنَّ) في البيت الثاني، والأول غير قائم بنفسه هذا كلام الشيخ أبي العلاء على هذه الأبيات من (الزجر). (1) ما بين القوسين مطموس في الأصل وقدر بمقتضى سياق العبارة. (2) عبارة طويلة تقدر بسطرين مطموسة في الأصل. (3)الأغرام: لم يتيسر لنا العثور على هذا المصطلح عند غير أبي العلاء. (تعليق موقع المعري: وقد شرح أبو العلاء معنى الإغرام في "الصاهل والشاحج" قال: (والإغرام، من قولك: أغرمته مالاً. ألغزته عن الإغرام في الشعر، وهو ضرب من التضمين أيسر منه. وقال قوم: بل الإغرام أن يتم البيت ولا تتم الكلمة. وذلك مفقود في أشعار المتقدمين، وربما تكلفه المولدوه. كما قال بعضهم: أَبا بكرٍ لقد جاءَتْك عن يحيى بن منصو رِ الكأسُ فخذْها منه صِرفاً غيرَ ممزو جةٍ جنّبكَ اللهُ أَبا بكرٍ من السُّو وحكى أبو العلاء الكلام نفسه في "الفصول والغايات" في فصل تكلم فيه عما يعتري القافية من العيوب قال بعدما عرّف الإقواء والإيطاء والإكفاء: (وكذلك التضمين وهو ألا يتم المعنى في البيت الواحد. والاغرام: دون التضمين كأن اقتضاء التضمين أشد منه، إذ كان التضمين مثل قول النابغة: (وهم أصحاب يوم عكاظ إني) فانى يقتضي الخبر اقتضاء شديداً؛ وكذلك قول الآخر: حيدة خالي ولقيط وعدي= وحاتم الطائي وهاب المئي# ولم يكن كخالك العبد الذي =يأكل أعوام الجدوب والسني# هنات عيرٍ ميتٍ غير ذكي= ...# فالذي يقتضي تماماً. والاغرام: دون هذا في الاقتضاء كقول النابغة فلو كانوا غداة البين منوا = وقد رفعوا الخدور على الخيام# صفحت بنظرةٍ فرأيت منها =بجنب الخدر واضعة القرام# ترائب يستضيء الحلي فيها = كجمر النار بذر في الظلام# فالبيتان الأولان فيهما إغرام. وكان بعض المتأخرين يزعم أن الإغرام أن يتم وزن البيت ولا تتم الكلمة، وهذا لا يعرف في شعر العرب وإنما يتعمده المحدثون، كقول القائل: أبا بكرٍ لقد جاءت = ك من يحيى بن منصو# رٍ الكأسُ فخذها من =ه صرفاً غير ممزو# جةٍ جنَّ بك الل-هُ أبا بكر من السو# (4)التضمين أن تتعلق قافية أحد الأبيات أو لفظة قبلها بيت تال، ويعتبر ذلك من عيوب الشعر، وكلما بعدت اللفظة المتعلقة بالبيت التالي عن كلمة القافية كان ذلك أسهل عيبا. (5)كثير بن عبد الرحمن الخزاعي المشهور بكثير عزة من شعراء الغزل في القرن الأول توفي نحو سنة 105 هــ (الأعلام 6،72)، والبيتان من تائيته المشهورة (الديوان 1/36) التي مطلعها: خَلِيلَــيَّ هَـذَا رَبْـعُ عَـزَّةَ فَـاعْقِلَا =قَلُوصـَيْكُمَا ثُــمَّ ابْكِيَـا حَيْـثُ حَلَّتِ# القطعة (40): وقال تعليقا على البيت الرابع: أعوذ بالله من زمان تجوز فيه دعوى مموه أن هذا البيت دليل على الإلحاد. أفبين البهائم هذا المتكلم أم بين الإنس؟ إن هذا لجهل مُبين. فقوله: (ودارا ساكن) دليل على اقرارٍ بالدار الأولى الدار الآخرة. أفما رجلٌ له لبٌّ يُفْهِمُ مَنْ جَهِلَ هذا المقدارَ. وقوله (كجسرٍ فوقه اتصل العبور) دليلٌ لا كلام فيه على الثانية(1)، وما يضلّ عن ذلك إلا من هو معدود في الأنعام. وما ينكر عَريبٌ(2) من الناس قولُ القائل إذا نظر إلى جسر بغداد وغيرها من البلاد: (هذا جسر اتصل فوقه العبور) وإنما يريد في الدنيا الزائلة وفي الوقت الذي أمكن عبورٌ عليه. ولو قال المخبر: (دار الأمير فلان اتصلت بها الحوائج) لما كان ذلك اثباتاً لاتصال دائم وإنما يُراد أنه يكون في حينٍ دون حين فإلى الله (يشتكى)(3) السفه وقلة المنصفين. وقد يمكن أن يخبر عن جسر قويق(4) بمثل هذا فيقول الناظر إذا رأى مرور الناس عليه: (جسر اتصل عليه العبور). فهذا ادعاء لقويق أنه لا يزول جسره أخرى الدهر!؟ كيف يستحسن من له غريزة يشوبها شيء من عقل أن يقول مثل هذه الأشياء ويتأول مثل هذ المنكرات في بعض الأبيات؟ فإذا جاء ما يُنبي عن بيانها ألقاه إلقاء عمدٍ وتحامُل. فلله الراجز حيث يقول: لو أن لي عصبة يمانيه=ما تركتني للكلاب العاويه# ولكن إنما يغضب لهذه الأشياء المسلمون وقد اغترب الإسلام في هذا الأوان [...] (5)بل غربة عنقاءِ مُغْرِبٍ(6) [....](7). (1)أي الدار الآخرة. (2) عريب: من قولهم ما بها عَريبٌ، أي ما بها أحد. (3)الكلمة مطموسة في الأصل. (4) قويق: بصيغة التصغير: نهر حلب. (5)عبارة مطموسة لم نستطع تبينها. (6)العنقاء المغرب-على الوصف- وعنقاء مغرب- على الإضافة: طائر خرافي معروف بالاسم لا بالجسم يضرب به المثل لما كان نادرا أو مستحيلا. والمغرب هكذا جاءت عن العرب بدون هاء- هي التي أغربت أي ابتعدت في طيرانها. (7) عبارة مطموسة . القطعة (42): وقال تعليقا على البيت السادس: أما قتلُ الحِمام فهو معلوم عند الراشد والغويّ والناشيء المقتبل والمسن. (فهل انتصار؟) أي أنّ أحداً لا يصل إلى ذلك لأنه حكم الله على عباده. (وكسر دائمٌ فمتى الجُبور؟) وإنما ذلك انتظار من عند الله سبحانه. فإن أنكر المتسوق(1) الاستفهام في هذا الموضع فإنما ذلك بغباوته وضلاله عن أساليب القول. أما سمع قوله تعالى حكاية عن المؤمنين ونبيهم: (حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) (2). (هـ) (1)تسوق القوم: باعوا واشتروا. وكأن المعري يتهم الطاعن بأنه يتخذ من الطعن عليه تجارة. (2)سورة البقرة 214. القطعة (43): وقال تعليقا على البيت السابع: لم يذكر الطاعن هذا البيت. والمعنى أن ممالك بني آدم مبنية على فساد، والله يزيلها أوشك زوال. ويبين معنى البيت بالذي يليه (هـ). القطعة (44): وقال تعليقاً على البيت الثامن: فشهد بأن أفعال أكثر الملوك مبنية على الظلم، وأن تقوى الله جلت عظمته سوقٌ لا تبور. أفما يستحي المتقرّب بثلب البُرآء أن يذكر ما يشتبه عليه فلا يعرفه، ويُلغي ما هو ملزمٌ بضدِّ ما زعم (هـ). القطعة (45): وقال تعليقا على البيت التاسع والأخير: قد أخذ المؤلف نفسه بأدبِ هذا البيت، فَليَصْبِرَنَّ على ما لقيه من السفه وقلة الانصاف. وإنه غير حافل أراح الموت عليه أم ابتكر ولا ميال على أيّ صَرْعيه (1)وقع. كُليهِ وجُريهِ جَعارِ وأبشري=بلحم امرئٍ لم يشهدِ اليوم ناصِره#(2) بمن يهتف وبمن يستغيث؟ وما يحاول النصرة إلا بحمل ما وجد على اليقين. (126-ب). (1)لا يبالي على أي صرعيه وقع أي لا يبالي مهما تبدلت الحال. يقال: تركتهم صَرْعَين: أي يتنقلون من حال إلى حال (القاموس)، ويقال: طلبت من فلان حجة فانصرفت وما أدرى على أي صَرعي أمره هو: أي يتبين لي أمره (اللسان). ويقال: فلان ذو صرّعين أي ذو لونين (الأساس). (2)جَعارِ: على وزن فَعالِ بفتح الأول والبناء على الكسر اسم للضبع.


الى صفحة القصيدة »»