البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : تقواك زاد فاعتقد انه


اللزومية التاسعة والعشرون حسب شروح لزوم ما لا يلزم :(بحر السريع) عدد الأبيات (7) زاد الآخرة: (1) الهمزة الساكنة مع القاف : (2) ويستوقفنا في نشرة د. طه حسين والأبياري أنهما ينقلان كلام البطليوسي من غير أن ينسباه إليه في كل اللزوميات التي شرحها. وهي القطعة التاسعة والعشرون حسب ما أورده الدكتور طه حسين في كتابه "صوت أبي العلاء" ص77 وهو كتاب يتضمن شرح خمسين لزومية، نشرت لأول مرة عام ١٩٤٤ : منها ٣٦ لزومية مما قافيته همزة والباقي من قافية الباء وكل ذلك أدرج ضمن نشرته لشرح اللزوميات لاحقا عام ١٩٥٥م، وقال في شرحه للزومية: الجدَّ الجدَّ في التقوى وإيثار الخير، والحرصَ الحرصَ على طهارة النية وصفاء القلب؛ فإن التقوى خير ما أحرزته لنفسك من زاد، وأفضل ما ادَّخرته لها من بقية. أوه، كم يملأ قلبي الفزعُ، وكم يملكه الهلعُ حين أذكر الغد، ذلك اليوم الذي نبَّئونا به وخوَّفونا إياه، يوم يتصببُ العرق تَصبُّبَ الماء، ويوم تذوب الأكباد وتبلغ القلوب الحناجر، لقد أذهل حينما أذكر ذلك اليوم، وأرى ما علق بنفسي من الشر، وما ران على قلبي من السوء. لقد يحتاج الثوب تلبسه إلى غاسل يزيل دَنَسَه ويرده نقيًّا نظيفاً، ولو أن لقلبي من النقاء والصفاء ما لهذا الثوب الذي يكدر ويصفو، ويدنس وينظف، لحمِدت العاقبة، ولرجوت حسن المآب. ما ألذَّ الموت اليسير تتبعه الراحة الباقية، وما أعذب مذاقه، لقد أوثره على العيش الرضيِّ والبال الهني. ذلك لا يشوبه كدر ولا يناله تنغيص. وهذا عرضةٌ لما ينبغي أن يحذَر العاقل من خطب الزمان. لقد بلونا العيش أطواره، وحلبنا الدهر أشطُره، فلم نبلُ إلا مرّاً، ولم نلق إلا شرّاً، ولم نشهد غير الشقاء. لقد تقدَّم آباؤنا وأصدقاؤنا فسبقونا إلى الموت رائقاً أو رنقاً. فكم يذيبنا الشوق للقائهم، ويملكنا الحرص على جيرتهم. ولكن هل تصدُق الأنباء وتوفَى المواعيد، ويكفل لنا الموت لقاء الأحبَّاء، وجيرة الأخلاء؟. كم أستلذ الموت وأستعذبه، وكم أطلبه وأتمناه لو أن لتلك المواعيد من الصحة حظًّا، ومن الصدق نصيباً. * أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر. (1)حرف الهمزة_ الهمزة الساكنة مع القاف: ص 66شرح نَديم عَدِي_ ج1/دار طلاس للدراسات/ط2. (2)فصل الهمزة_ الهمزة الساكنة مع القاف: ص 183تأليف الدكتور طه حسين، إبراهيم الأبياري ج1/دار المعارف بمصر.


الى صفحة القصيدة »»