البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : إذا رفعوا كلامهم بمدح


اللزومية الثانية و السبعون بعد السبعمائة : وهي من لزومياته العابرة في ذم الدنيا وطلابها، وكانت بقوافيها الغريبة نافذة على نوادر السين المضعفة في العربية كالمسيس والحسيس والهسيس والنسيس والمختار منها البيت الأخير: وَأَسأَلُ خالِقي نَسّاً بِرِفقٍ= إِذا لَم يَبقَ لي إِلّا النَّسيسُ وهي اللزومية الخامسة و العشرون في قافية السّين /عدد أبياتها6) الوافر: كلهم خسيس: السين المضمومة مع السين والوافر الأول: ص883-شرح نَديم عَدِي_ ج2/دار طلاس للدراسات/ط2. **** سنعتمد في شرح ما تبقى من اللزوميات شرح د. حسين نصار الذي أصدره (مركز تحقيق التراث الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة، مصر 1992م ، عدد الأجزاء (3) عدد الصفحات (1397) تحقيق سيدة حامد، منير المدني، زينب القوصي، وفاء الأعصر إشراف ومراجعة الدكتور حسين نصار) مع إضافة شرح أمين عبد العزيز الخانجي (طبعة مكتبة الخانجي، القاهرة بمقدمة الأستاذ كامل كيلاني، ومراعاة الرموز (هـ) هامش النسخة الهندية، و(م هـ ) متن الهندية، و(م) شرح النسخة المصرية. وكذلك شرح عزيز أفندي زند مدير جريدة المحروسة ومحررها طبع بمطبعة المحروسة بمصر سنة 1891م، آخذين بعين الاعتبار المحافظة على ما وصلنا من شرح البطليوسي وكنا قد اعتمدنا سابقا نشرة د طه حسين وإبراهيم الأبياري حتى اللزومية ٧٥ وهي آخر ما نشر من شرحهما للزوميات ((ورأينا اعتبارا من اللزومية 113 أن نلم ببعض ما انفرد به الشيخ أحمد بن إسماعيل الفحماوي (ت 1307هـ) في نسخه وهو وراق متأخر كان يتعيش بنسخ اللزوميات وبيعها. وتعج نسخة الفحماوي هذه بحواش وتعليقات نقلها الدكتور حسين نصار برمتها في نشرته في كل شروحه سواء أشار إلى ذلك أم لا ولا ندري كيف نلتمس له العذر على أنه لم يصرح في المقدمة أنه اعتمد نسخة الفحماوي بل لم يذكر نسخة الفحماوي في كل مقدمته ولا تفسير لذلك سوى الفوضى التي خلفتها أقلام فريق العمل الذي كان يشرف عليه وقد استنفد الفحماوي خياله الفني في ابتكار صور حواشيه فهذه بصورة زورق وأخرى في هيئة جمل بارك وأخرى صور أمواج أو سارية قامت على هامش الصفحة وتضمنت شروح كل الأبيات مضفورة كضفائر السواري ونأمل أن نجد فرصة لاحقا لإعادة نشرها في موقعنا ' بحيث تكون كل صفحة في مكانها من اللزوميات وكل ما يذكره نصار في شرحه للأبيات هو كلام الفحماوي والحق أن يرد الحق إلى أهله. وذكره أحمد تيمور باشا في كتابه عن ابي العلاء فقال أثناء تعريفه باللزوميات: "وكان الأديب الفاضل الشيخ أحمد الفحماوي النابلسي، نزيل مصر رحمه الله تعالى، مشتهِرًا بكتابة نسخ من هذا الكتاب، يتحرى فيها الصحة، ويطرزها بالحواشي المفيدة، ثم يبيع النسخة بعشرين دينارًا مصريًّا، فيتنافس في اقتنائها أعيان مصر وسراتها، وعندي منها نسختان" انتهى كلام تيمور باشا وفي أخبار الفحماوي أنه قام بطبع اللزوميات لأول مرة في مصر على الحجر في مطبعة كاستلي التي كان يعمل فيها وهي أشهر مطبعة وقتها بعد مطبعة بولاق (ولم نتوصل حتى الآن إلى هذه الطبعة ولا نعرف تاريخها) والنسخة التي سنعتمدها هي النسخة التي تحتفظ بها دار الكتب المصرية برقم 72 شعر تيمور وتقع في 448 ورقة.)) ونشير اعتبارا من اللزومية 391 إلى ما حكيناه في مقدمة اللزومية 390 عن اكتشاف نسخة من ديوان ابن حزم تضمنت قطعة من لزوميات أبي العلاء وقع فيها خلاف في ألفاظ كثيرة وزيادة على أبيات اللزوميات وكلها تنحصر في حرفي الدال والراء ( والله الموفق). أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر ماعدا البيت (2) أورده ابن كثير في (البداية والنهاية). وننوه هنا أن البيت الثاني أحد الأبيات التي أوردها ابن نباتة المصري في (مطلع الفوائد ومجمع الفرائد) والظاهر أنه نقله من القطعة التي لم تصلنا من كتاب (زجر النابح). وَمَا حَمْدِي لِآدَمَ أَوْ بَنيهِ####وَأَشْهَدُ أَنَّ كُلَّهُمُ خَسيسُ(1) هذا مما قُطِعَ عليه فيه بالكُفْرِ ويُجاب عنه: بأنَّ الحمد يتشعب: فمنه ما يكون لله خالصاً وهو الحمد الذي قصده قائل هذا البيت وهو مُستنبط من الكتاب العزيز كقوله: (الحمدُ للهِ ربِّ العالمين)، (الحمدُ لله الذي خَلقَ السَّموات والأرضَ) وكثير من ذلك.... فهذا حمدٌ لا يشرك الله فيه سواه لأنه على الإخراج من العدم إلى الوجود وهبةِ الحواسِّ وبسط الرِّزق وفي هذا تأنيب للمُدَّاح الذين يقولون في الرُّؤساء مالا يجب أن يُقال مثل قول الحكميِّ: (لتخافُكَ النُّطفُ التي لم تُخْلَق). وقول الآخر: (فما ترْزُقُ الأقْدارُ من أنتَ حارِمُ). وأهلُ الإخلاصِ يرونَ حمدَ الله على الكثير والقليلِ ولم يقلْ قائلٌ في القديم (الحمدُ لآدمَ)، صلى الله عليه وسلم ولو قال ذلك اليوم قائل لم يَحْسُنْ منه فأما الحمد الذي يجوز أن يعبر به عن الآدميين فمثل قول القائل: (أعطاني فحمدته)، وقول الآخر: (يريد أن يسبني وأحمده). ونيتُه في البيتِ مُرادٌ به بعضهم دون بعضٍ لأن فيهم من يستحقُ أن يحمدَ على ما يُسديهِ من الصنائع وفيهمْ من يَسْتَوجِبُ الذَّم. و(كلٌّ) في هذه الجملة مستثنىً منها شيءٌ محذوفٌ كأنه قال: (وأشهدُ أن كلهم خَسيسٌ إلا من رفعهُ الله). وقد تجيء الأمثالُ على ذلك كقولهم: (كلُّ صُعلوك جوادٌ) وقد علم أن الصَّعاليك فيهم البخيل. وقال الأعشى يصف عطاء رجُل: وكلَّ كُميتٍ كجِذْع الطَّريق=يزينُ القناءَ إذا ما صَفَنْ# وقد وضح للسَّامع أنَّ هذا الممدوح لا يقدرُ أنْ يهبَ إلا ما يملكه وكأن المعنى: وكل كُميتٍ إلا كُميتاً لا يملكُه. وقال العُتبي: معي كلُّ فَضْفاضِ القَميصِ كأنَّهُ=إذا خَطرتْ منه المُدام فَتيقُ# ولعل الذي كان معه ثلاثة أو أربعة فدلَّ ذلك على صحة الاستثناء وإرادة الخُصوص. وإذا قال القائل: (كلُّ بني فُلان خسيسٌ) لم يمتنعْ أن يريد إلا من رفعه الله. ومعلوم أنَّ عظائم المخلوقات- تتضاءلُ إذا ذكر //الله -مثل السَّماء والفلكِ فكيف لبني آدم الذين خُلقوا من تراب؟ وإذا ضُربَ المثلُ بخسَّة شيء شُبِّه بالتُّراب، والله أعلم. (1)تعليق المحقق هو نص جديد هام يضاف إلى (زجر النابح) لأن الأستاذ الفاضل الدكتور أمجد الطرابلسي ذكر في مقدمة هذا الكتاب أنه مقتطفات من حواشي اللزوميات المحفوظة في المتحف البريطاني وذكر أن ما جمعه من شواهد الكتاب تنتهي عند قول أبي العلاء: حَجَّ مِنْ غَيْرِ تُقىً صاحِبُنا=كَأَخي بُحْتُرَ عامَ المُنْتَصِرْ# وهو الأخير من اللزومية الثلاثين بعد المئتين وهذا البيت يأتي في قافية السين أي مما لم يقع بين يدي أستاذي الفاضل.


الى صفحة القصيدة »»