البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : ما نخلت جارتنا ودها


القصيدة السادسة و التسعون حسب شروح سقط الزند: (الدرعية الثانية والعشرون) ص1929/ عدد الأبيات(31) /لم يوردها البطليوسي وليس في مقدمة القصيدة في الشرحين ذكر لمناسبتها إلا ان الخوارزمي قال في شرحه للبيت: والــوُدُّ غَــرّارٌ ونَجْــوى علِـيّ =ولــدَيْهِ غيــرُ نَجْــوَى كُمَيْــل# (كأنه قال هذه اللامية على لسان رجلٍ قام على ولده) والأرجح ان أبا العلاء قالها على لسان رجل يصف فيها وداع محبوبته لما أزمع على الرحيل. قامَتْ أمامَ الرَّحْل مِثْلَ التي= تامَتْ أبا النّجْمِ غَداةَ الرُّحَيْل# (1) ويبدأ وصف الدرع في هذه الدرعية من البيت 4 حتى البيت 16 ثم يلتفت لندب شبابه في البيتين 17، 18 ثم يأخذ في وصف فرسه حتى البيت 20 ثم يقول إنه في ترحاله يسأل عن محبوبته التي أضاعها ثم يسلي نفسه بذكر ما فعل الحب بأهله ويختم القصيدة بشكوى الدهر ولم نقف على ذكر لبيت من أبيات هذه الدرعية فيما رجعنا إليه من المصادر، سوى البيتين 25 ، 27 أوردهما ابن أبي الحديد في "شرح نهج البلاغة" أثناء سرده شكوى الدهر في شعر العرب وهما: والدّهْرُ إعْدامٌ ويُسْرٌ وإبْ = رامٌ ونَقْضٌ ونَهارٌ وليْل# لو قال لي مالِكُه سَمّه= ما جُزْتُ عن ناجِيَةٍ أو بُدَيْل# والبيت الثاني منهما من أعجب ما وصلنا من شعر أبي العلاء، وهو من طبقة قوله: إِذا أَنتَ عاتَبتَ المَقاديرَ لَم تَزَل= كَعُتبَةَ أَو كَالأخنَسِ بنِ شريقِ# يقول: لو سألتموني ان أسمي لكم الدهر لسميته ناجية ويريد ناجية بن جندب الأسلمي الذي نزل بسهم رسول الله إلى البئر المنقطعة يوم الحديبية ففاضت ماء فكان ذلك من مفاخر قبيلة (أسلم الخزاعية) قال: أو أسميه (بديل) ويريد بديل بن ورقاء الخزاعي الذي كان أول سفراء المشركين إلى رسول الله يوم الحديبية فانحاز إلى رسول الله وهو أكبر مفاخر خزاعة وقد اختصه رسول الله (ص) بكتاب لا يزال في يد خزاعة تفخر به حتى اليوم (1444هـ 2023م) قال الزهري: (وكانت خزاعة عيبة نصح رسول الله (ص) مسلمها ومشركها لا يخفون عنه شيئاً كان بمكة) والجدير بالذكر ان قصة ناجية وقصة بديل رواهما ابن هشام في السيرة في صفحة واحدة . وهذا التفسير اجتهاد منا في شرح البيت وإلا فإن التبريزي والخوارزمي التزما التفسير اللغوي الموجز في شرح البيت قال التبريزي: (ناجية، معناه: أن الدهر لا يخاف، فهو ناجٍ. وبُديل، أي يُبدل الشيء بالشيء). وقال الخوارزمي: (عن ابن الكلبي: ناجية وبديل، من أعلام الرجال. يقول: الدهر مع إردائه يَسْلَمُ من الرّدى، ويبدِّل الشيء بغيره أبدا .... يقول: تَسمية الدهر بهذين، أعني ناجيةً وبُدَيْلاً، مُلائمة لمسمّاه، موافقةٌ لحقيقة معناه. وكثيرٌ من الأسماء لا يطابق المسمّى). وعلى غرار هذا البيت جاءت معظم أبيات القصيدة مبنية على الجناس اللفظي المختلط بما يسمى في علوم البديع "الاستخدام" وأول هذه الأبيات البيت الثاني من القصيدة: قامَتْ أمامَ الرَّحْلِ مِثْلَ التي = تامَتْ أبا النّجْمِ غَداةَ الرُّحَيْل# وهذا البيت من نوادر أبي العلاء يشير فيه إلى جيمية أبي النجم الفضل بن قدامة العجلي، والتي منها البيت: قَد عَقَرَت بِالقَومِ أَمُّ الخَزرَجِ = إِذا مَشَت شالَت وَلَم تَدَحرَجِ# وهذا أحد بيتين هما كل ما عثرنا عليه في ديوان ابي النجم المنشور في الموسوعة، والبيت الثاني: قَد قَتَلَت هِندٌ وَلَم تَحَرَّجِ = وَتَرَكَتكَ اليَومَ كَالمُسَردَجِ# وقد انفرد التبريزي والخوارزمي بذكر البيت الذي عناه أبو العلاء، ولم نعثر على هذا البيت بهذه الرواية في غير شروح سقط الزند، وهو قول أبي النجم: قَد عَقَرَت بِالقَومِ أَمُّ الخَزرَجِ = تامت أبا النجم الرُحيلَ والشجي# ورواية التبريزي: (أخت الخزرج) والرحيل والشجي موضعان ذكرهما ياقوت في مادة الرحيل قال: (الرُحيل: بضم أْوله كأنه تصغير رحل منزل بين البصرة والنباج بينه وبين الشَجي أربعة وعشرون ميلاً وهو عذب بعيد الرشاء بينه وبين البصرة عشرون فرسخا قال: كأنها بين الرُحيل والشجي = ضاربة بخفها والمنسج# وذكر البيت في مادة الشجي ولم ينسبه أيضا، وذكر الشجي في مادة "حَفَر أبي موسى الأشعري" وفي مادة "عنيزة" و"الخرجاء" وللشجي قصة من نوادر العرب وذلك أن ركبا انقطع بهم الماء قريبا من الشجي فتذكر أحدهم قول امرئ القيس: تراءتْ لنا بين النقا وعنيزة =وبين الشجي مما أحال على الوادي# وقوله: تراءت لنا يوماً بسَفْح عنيزة = وقد حان منها رحلة وقلوصُ# فقال: (واللهَ ما تراعت له إلا على الماء) فحفروا بين الشجي وعنيزة فكانت بئر عنيزة، وحكى ذلك ياقوت في مادة "عُنَيزة" وهي موضع بين البصرة ومكة لبني عامر بن كريز. وأشهر ما وصلنا من شعر أبي النجم: إِنّي وَكُلُّ شاعِرٍ مِنَ البَشَرْ= شَيطانُهُ أُنثَى وَشَيطاني ذَكَرْ# وأكثر أخباره مع هشام بن عبد الملك. ومن الأبيات التاريخية في هذه الدرعية قول أبي العلاء: فارْتَحَلَ النّضْرُ لرَبْعٍ سِوَى= رَبْعي فِراراً مِن أبيه شُمَيْل# وقوله: عن نَفَلٍ أسْألُ أو حَنْوَةٍ = سُؤالَ مُزْجي فِيلِهِ عن نُفَيْل# وقوله: إنّ كُلَيْباً كان لَيْثَ الثَّرَى = والهِجْرِسَ الخادِرَ من غيرِ فَيْل# وقوله: والوُدُّ غَرّارٌ ونَجْوى علِيّ = ولدَيْهِ غيرُ نَجْوَى كُمَيْل مِنْ حُبّ عبدِ الدّارِ ما أبعَدَتْ = حُبّى أخاها عن وَصايا حُلَيْل# ومن أين يحتفل بهذا البيت من لم يطرق سمعه اسم حليل وقصة ابنته حُبَّى. قال ابن دريد في الاشتقاق أثناء تسميته أعلام خزاعة: ومنهم: بنو حُلَيْل. ...وكان حُلّيلٌ سادنَ الكعبة، فزَّوَج ابنتَه حُبَّى بقُصيِّ بن كلاب؛ وأوصى إليها وأعطاها مِفتاحَ الكعبة، فأعطتْه زوجَها قصَيّاً، فتحوَّلت الحِجابة من خُزاعة إلى اليوم وهذه القصة من الأخبار الطوال المتصلة بنزاع قيس واليمن على الكعبة، يمكن إخراجها في مسلسل يكون اسمه (رزاح وزيد) وزيد اسم قصي، وقصي لقبه، ورزاح أخوه لأمه، وحُبَّى زوجته، وهي جدة رسول الله (ص) أم عبد مناف والقصة رواها على طولها الوزير المغربي في كتاب "الإيناس" بسنده إلى ابن المعتز والبلاذري والكلبي والواقدي وابن إسحاق واستخلص من رواياتهم زبدتها في زهاء أربع صفحات وأولها (ومن بطون حَبْشِية حُلَيْل بن حَبْشِية. منهم أبو غَبْشان، وهو المُحْتَرِش بن حُلَيْل، وأُخته: حَبَّى بنت حُلَيْل، أُمّ عَبد مناف ابن قُصَيّ ...إلخ) وفيما حكاه التبريزي والخوارزمي رواية أخرى لما جرى بين قصي وأبي غبشان وأنه سقاه حتى سكر ثم اشترى منه مفاتيح الكعبة وهو سكران. وأضاف الخوارزمي ما قاله الشعراء في تعيير خزاعة والبيت: تُعَلّمُ الزُّمّيْلَ ضَرْبَ ابنِ دا = رَةَ المَنَايا كسَجايا زُمَيْل# والإشارة فيه إلى قصة المثل: (محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا) ودارة لقب أمه وأبوه : مسافع بن عقبة بن يربوع: من عبد الله بن غطفان (المُحَوَّلي) ويقال كانت أمه أجمل نساء أسد لقبت بدارة القمر واسمها سيقاء: (وهي التي وهبها زيد الخيل لزهير بن ابي سلمى) ويقال بل دارة لقب جده يربوع بن كعب (كما في شرح التبريزي للحماسة) والمثل شطر من شعر الكميت، وكان سالم ابن دارة) قد هجا ثابت بن رافع الفزاري أحد أقارب زميل بن وُبَير الفزاري (ابن أم دينار) في الابيات "لا تأمنن فزاريا مررت به) فقتله زميل ومحا بسيفه هجاء ثابت وقال الأبيات: أنا زميل قاتل ابن داره = وكاشف السبة عن فزاره# ويقال بل كان هجا زميلا كما في قصة البيت: (آلى ابن دارة جهداً لا يصالحكم) والقصة من مشهور الأخبار أيام عثمان بن عفان (ر) ووقع بعضها في داره وفي خزانة الأدب الشاهد 105 أخبار ابن دراة مع بني فزارة وفيها تفاصيل كثيرة، والشاهد: يا أبجر بن أبجر يا انت= أنت الذي طلقتَ عام جعت# قال والصواب في البيت : (يا مرّ يا ابن واقع يا أنتا ...إلخ) ثم روى قصة مرة بن واقع الفزاري وما وقع بينه وبين ابن دارة من أرجاز وهما في طريق الحج وكان مُرّة قد ألمّت به سنة قحط، فطلق زوجته فلما حسنت حاله بعث إلى زوجته يراجعها فأبت. فعيره ابن دارة بهذا الرجز والمذكور منه خمسة ابيات. ومن تفاصيل القصة ما جرى لابن دارة من مراجزة مع شاعرة من بني غراب يقال لها (غاضرة) قال: فلما رآها سالم نهق كما ينهق الحمار ثم قال قد سبني بنو الغراب الأحمر=جبناً وجهلاً، وتمنوا منكري# إلى آخر الرجز ولو مضينا في هذه القصيدة بشرح الأبيات التاريخية على هذا النحو لطالت المقدمة وصارت كتابا *** *** *** (1) وهذا المشهد أحد أبواب الشعر العربي، وهو في كثرته كالوقوف على الأطلال ومنه قول الأحوص الأنصاري: قامَت تَراءى وَقَد جَدَّ الرَحيلُ بِنا = بَينَ السَقيفَةِ والبابِ الَّذي نُقِبا# ووقوله من قصيدة أخرى: قامَت تُريكَ شَتيتَ النَبتِ ذا أُشُرٍ = كَأَنَّهُ مِن سَواري صَيِّبٍ بَرَدُ# وقول الشماخ: قامَت تُريكَ أَثيثَ النَبتِ مُنسَدِلاً =مِثلَ الأَساوِدِ قَد مُسِّحنَ بِالفاقِ# وقول ربيعة بن مقروم: قامَت تُريكَ غَداةَ البَينِ مُنسَدِلاً = تَخالُهُ فَوقَ مَتنَيها العَناقيدا# وقول أبي دؤاد الإيادي: قامتْ تُريكَ غداةَ البين مُنْسَدلاً = وبارداً كأقاحِي الرَّملِ برَّاقا# وقول العجاج: قامَت تُريكَ وارِداً مُنصارا= وَحفاً وَفَعماً يَملأُ السِوارا# وقول القطامي: قامَت تُريك وتجلو من محاسِنِها =بَردَ الغمامةِ تسقي بَلدَةً حرما# وقول سحيم: وَما دُمَيةٌ مِن دُمى مَيسَنا= نَ مُعجِبَةُ نَظَراً واتِّصافا بِأَحسَنَ مِنها غَداةَ الرَحي = لِ قامَت تُرائيكَ وَحفاً غُدافا# وقول قيس بن الخطيم: فَما ظَبيَةٌ مِن ظِباءِ الحِسا = ءِ عَيطاءُ تَسمَعُ مِنها بُغاما# بِأَحسَنَ مِنها غَداةَ الرَحي = لِ قامَت تُريكَ أَثيثاً رُكاما# وقول عمر بن أبي ربيعة: قامَت تَراءى وَقَد جَدَّ الرَحيلُ بِنا = لِتَنكَأَ القَرحَ مِن قَلبٍ قَدِ اِصطيدا# وقول أحد الأعراب: لمّا رأت أنّ الرّحيل قد حان= قامت تهادى في رقيق الكتّان# وقول ابن ميادة: إِذا الطِوالُ سَدونَ المَشيَ في خَطَلٍ = قامَت تُريكَ قَواماً غَيرَ ذي أَوَدِ# تَمشي كَكُدرِيَةٍ في الجَوفِ وارِدَةٍ = تَهدي سُروبَ قَطاً يَسرينَ لِلثَمَدِ# وفي باب (قامت تريك) فصول أخرى، منها في الرقص وأشهرها قول ابي نواس: قامت تريك وشمل الليل مجتمع = صبحا تولد بين الماء والعنب# وقصيدة النمر بن تولب: ألم ترها تريك غداة قامت = بملء العين من كرم وحسن# وقصيدة الأعشى: إذا قلتُ غنّي الشَّرب قامت بمزهرٍ =يكادُ إذا دارت به الكف ينطقُ# وقصيدة حمزة البكري: قامَتْ تُريكَ ابنةُ البكريِّ ذا غُدُر = يُستمطرُ البانُ منها واليَلَنْجوجُ# والحداء الذي كان يُحدَى به ورسول الله (ص) يسمع: قامت تريك رهبةً أن تصرما= ساقاً بخنداة وكعباً أدرما# وقصيدة ابن معصوم صاحب السلافة: قامت تدير سلافا من مراشفها = حبابها لؤلؤ الثغر الجماني#


الى صفحة القصيدة »»