البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : وجدت الناس كالأرضين شتى


اللزومية الثانية والستون بعد الستمائة: وتضمنت بعض ما أُنكِر عليه من الأبيات ورد على منتقديه في "زجر النابح" واشتمل رده على نوادر فيما يتعلق بوجود خلق أشبه ببني آدم يقال لهم الحن، وبالرغم من شهرة هذا إلا أن أبا العلاء أتى بأحاديث في غاية الندرة عن أخبارهم. وفيها قوله وهو من معانيه المكررة: فَما لِلمَينِ يُنطَقُ بِالتَنادي = وَما لِلحَقِّ يُهمَسُ في السِّرارِ# وهو أشبه بقوله: إِذا قُلتُ المُحالَ رَفَعتُ صَوتي=وَإِن قُلتُ اليَقينَ أَطَلتُ هَمسي# وقوله: أَمّا هَدىً فَوَجَدتُهُ ما بَينَنا = سِرّاً وَلَكِنَّ الضَلالَ جِهارُ# وفيها قوله وهو من فرائد اعترافاته بجبنه عن قول الحق وتقطيب وجهه عبوسا في المجالس: لَجَأْتُ إِلى السُّكوتِ مِنَ التَّلاحِي=كَما لَجَأَ الجَبَانُ إِلى الفِرارِ# وَيَجمَعُ مِنِّيَ الشَفَتَينِ صَمتي=وَأَبخَلُ في المَحافِلِ بِاِفتِراري# ثم زاد فلام نفسه على زمان قضاه يأنس بمن ألجأوه إلى هذه الحالة التي كانت عثرة كتبها له القضاء: وَكانَ تَأَنُّسي بِهِمُ قَديماً=عِثَاراً حُمَّ في شَأوِ اِغتِراري# ولا نعلم لهذا البيت نظيرا في كل شعره وفيه ما يشي بأن اللزومية قالها أبو العلاء في سنواته الأخيرة ويعضد هذا الظن قوله بعد ذلك: يَئِسْتُ مِن اِكتِسابِ الخَيْرِ لَمّا=رَأَيْتُ الخَيْرَ وُفِّرَ لِلشِّرَارِ# وهو القائل: سَأَتبَعُ مَن يَدعو إِلى الخَيرِ جاهِداً= وَأَرحَلُ عَنها ما إِمامي سِوى عَقلي# ونوادره في ذكر الخير اكثر من أن تحصى وسنذكر مختارات منها على ما فيها من طول لتفرده في معاني الكثير منها ـ ومنها في لزوميتنا هذه نفسها قوله في البيت الثاني: جَليسُ الخَيرِ كَالداريِّ أَلقى=لَكَ الرَيّا كَمُنتَسَمِ العَرارِ# ومنها قوله في لزوميات أخرى: أَرى الخَيرَ في عُمُري حَسرَةً =لِأَنّيَ عَن فِعلِهِ عاجِزُ# وقوله: الخَيرُ كَالعَرفَجِ المَمطورِ ضَرَّمَهُ= راعٍ يَإِطُّ وَلَمّا أَن ذَكا خَمَدا# وَالشَرُّ كَالنارِ شُبَّت لَيلَها بِغَضاً = يَأتي عَلى جَمرِها دَهرٌ وَما هَمَدا# وقوله: أَلَم تَرَ أَنَّ الخَيرَ يَكسِبُهُ الحِجى = طَريفاً وَأَنَّ الشَرَّ في الطَبعِ مُتلَدُ# وقوله: إِنَّ إِناءَ الخَيرِ مِن عَسجَدٍ = لَو خَرَّ هَضبٌ فَوقَهُ ما اِنثَلَم# وقوله: سَلي عَنِ الخَيرِ فَعَهدي بِهِ= مَعَ التَقَصّي غَيرُ مَعلومِ# وقوله: عَلَيكَ بِفِعلِ الخَيرِ لَولَم يَكُن لَهُ = مِنَ الفَضلِ إِلّا حُسنُهُ في المَسامِعِ# وقوله: افعَلِ الخَيرَ وَأَمَّل غِبَّهُ = فَهُوَ الذَخرُ إِذا اللَهُ حَشَر# وقوله: فَأَكرِه عَلى الخَيرِ مَجبولَةً=عَلى غَيرِهِ في عِلانٍ وَسِر# وقوله: كَأَنَّما الخَيرُ ماءٌ كانَ وارِدَهُ = أَهلُ العُصورِ فَما أَبقَوا سِوى العَكَرِ# وقوله: كُن صاحِبَ الخَيرِ تَنويهِ وَتَفعَلُهُ= مَعَ الأَنامِ عَلى أَن لا يَدينوكا# إِذا طَلَبتَ نَداهُم صِرتَ ضِدَّهُمُ = وَإِن تُرِد مِنهُمُ عِزّاً يُهينوكا# وقوله: لا يَترُكَنَّ قَليلَ الخَيرِ يَفعَلُهُ = مَن نالَ في الأَرضِ تَأيِيداً وَتَمكينا# وقوله: لَقَد فُقِدَ الخَيرُ بَينَ الأَنا = مِ وَالشُرُّ في كُلِّ وَجهٍ يَعِن# وقوله: ما الخَيرُ صَومٌ يَذوبُ الصائِمونَ لَهُ = وَلا صَلاةٌ وَلا صوفٌ عَلى الجَسَدِ# إِنّما هُوَ تَركُ الشَرِّ مُطَّرِحاً = وَنفضُكَ الصَدرَ مِن غِلٍّ وَمِن حَسَدِ# وقوله: ما جُلِبَ الخَيرُ إِلى= صاحِبِ عَقلٍ وَكَسَد# وقوله: ما لي أَرى المَلِكَ المَحبوبَ يَمنَعُهُ= أَن يَفعَلَ الخَيرَ مُنّاعٌ وَحُجّابُ# وقوله: مَتى مافَعَلتَ الخَيرَ ثُمَّ كَفَرتَهُ= فَلا تَأسَفَن إِنَّ المُهَيمِنَ آجِرُ# وقوله: مَنِ اِدَّعى الخَيرَ مِن قَومٍ فَهُم كُذُبٌ =لا خَيرَ في هَذِهِ الدُنيا وَلا خِيَرُ# وقوله: مَن أَرادَ الخَيرَ فَليَعمَل لَهُ =فَعَلَيهِ لِذَوي اللُبِّ عَلَم# وقوله: نَعَم ثَمَّ جُزءٌ مِن أُلوفٍ كَثيرَةٍ = مِنَ الخَيرِ وَالأَجزاءُ بَعدُ شُرورُ# وقوله: فَاِتَّقِ اللَهَ وَحدَهُ = وَتَحَمَّل لَهُ الكُلَف# وَاِفعَلِ الخَيرَ فَالحَدي=ثُ كَثيرٌ قَدِ اِختَلَف# وقوله: وَفي الناسِ مَن أَعطى الجَميلَ بَديهَةً = وَضَنَّ بِفِعلِ الخَيرِ لَمّا تَفَكَّرا# وقوله: وَلا تَكُن لِسَبيلِ الشَرِّ مُبتَكِراً=وَاِصرِف إِلى الخَيرِ مِن نَهجِ الهُدى سُبُلَك# وقوله: وَلا شَيءَ مِثلُ الخَيرِ يُزمَعُ تَركُهُ = وَيُصبِحُ مَبذولاً لِمُكتَسِبيهِ# وقوله: وَلَن تَلقى كَفِعلِ الخَيرِ فِعلاً = وَلا مِثلَ المَثوَبَةِ رَبحَ تَجرِ# وقوله: وَلَيسَ الخَيرُ في وَسعِ اللَيالي=فَكَيفَ نَسومُها ما لا يُسامُ# وقوله: وَمُنشِدُ الخَيرِ لا تُصغي لَهُ أُذُنٌ = قَد ضَلَّ مُذ كانَتِ الدُنِّيا فَما نُشِدا# وقوله: وَنيَّةُ الخَيرِ مِثلُ الطَيرِ آبيَّةٌ = صَدرَ الفَتى فَلِيُحاذِر صائِدَ الحَسَدِ# وقوله: وَيَفعَلُ فِعلاً سَيِّئاً رَبُّ مَنظَرٍ= جَميلٍ وَيَأتي الخَيرَ مَن لَم يَرُقْ خَلقا# وقوله: يَكادُ الوَرى لا يَعرِفُ الخَيرَ بَعضُهُ=عَلى أَنَّهُ كَالتُربِ فيهِ مَعادِنُ# وقوله: الجُسمُ كَالصُفرِ يَكسوهُ الثَرى صَدأً = وَالخَيرُ كَالتِبرِ لا يَدنو لَهُ الدَنَسُ# وقوله: وَالخَيرُ أَزهَرُ ما إِلَيهِ مُسارِعٌ= وَالشَرُّ أَكدَرُ لَيسَ عَنهُ مُحجِمُ# وقوله: وَالخَيرُ أَفضَلُ ما اِعتَقَدتَ فَلا تَكُن=هَمَلاً وَصَلِّ بِقُبلَةٍ أَو زَمزِمِ# وَوَجَدتُ نَفسَ الحُرِّ تَجعَلُ كَفُّهُ= صِفراً وَتُلزِمُهُ بِما لَم يُلزَمِ# وقوله: وَالخَيرُ بَينَ الناسِ رَسمٌ دائِرٌ =وَالشَرُّ نَهجٌ وَالبَرِيَّةُ مَعلَمُ# وقوله: وَالخَيرُ في الأَرضِ كَالأَترَجِّ مَنبِتُهُ =وَأُلزَمَ الشَرُّ تَدخيناً بِكِبريتِ# وقوله: وَالخَيرُ لا يُكَفَّرُ فَلِيُحسِنِ ال=مسلِمُ وَالصابِئُ وَالهائِدُ# وقوله: وَالخَيرُ مَحبوبٌ وَلَكِنَّهُ =يَعجِزُ عَنهُ الحَيُّ أَو يَكسَلُ# وقوله: وَالخَيرُ مِن زِئبَقٍ تَشَكُّلُهُ = وَإِنَّما يَرقُبُ اِمرُؤٌ غِيَرَه# وقوله: وَالخَيرُ وَالشَرُّ مَمزوجانِ ما اِفتَرَقا= فَكُلُّ شُهدٍ عَلَيهِ الصابُ مَذرورُ# وقوله: وَالخَيرُ يَجلُبُ شَرّاً وَالذُبابُ دَعا =إِلى الجَنى أنَّهُ في الطَعمِ قِنديدُ# وقوله: وَالخَيرُ يُعدي كَغادي مُزنَةٍ هَطَلَت= أَرضاً فَلَمّا رَآها رائِحٌ هَطَلا# وقوله: وَالخَيرُ يَفعَلُهُ الكَريمُ بِطَبعِهِ=وَإِذا اللَئيمُ سَخا فَذاكَ تَكَلُّفُ# وقوله: وَالخَيرُ يَندُرُ تاراتٍ فَنَعرِفُهُ= وَلا يُقاسُ عَلى حَرفٍ إِذا نَدَرا# وقوله: عِش مُجبَراً أَو غَيرَ مُجبَر=فَالخَلقُ مَربوبٌ مُدَبَّر# وَالخَيرُ يُهمَسُ بَينَهُم = وَيُقامُ لِلسَوآتِ مِنبَر# وقوله: وَالشَرُّ مُشتَهِرُ المَكانِ مُعَرَّفٌ = وَالخَيرُ يُلمَحُ مِن وَراءِ خِمارِ# وقوله: فَلا تَأمُلِ الأَيّامَ لِلخَيرِ مَرَّةً = فَلَيسَت لِخَيرٍ أَن يُظَنَّ بِها أَهلا# وقوله: وَالمَرءُ يُعيَيهِ قَودُ النَفسِ مُصبِحَةً= لِلخَيرِ وَهوَ يَقودُ العَسكَرَ اللَجِبا# وقوله: لِلخَيرِ مَنزِلَتانِ عِندَ مَعاشِرٍ=وَلَهُ عَلى رَأيٍ ثَلاثُ مَنازِلِ# وقوله: جَهِلنا وَلَكِن لِلخلائِقِ صانِعٌ =أَقَرَّ بِهِ فَسلٌ مِنَ القَومِ أَو شَهمُ# وَيَعلَمُ كُلٌّ أَنَّ لِلخَيرِ مَوضِعاً = وَفَضلاً عَلى إِثباتِهِ أَجمَعَ الدُهْمُ# فَإِن شِئتَ أَن تُحظى بِمالِكَ فَاِحبُهُ = ذَوي الحاجِ أَو أَنفِقهُ تَبسُم لَكَ الجُهمُ# وهي اللزومية الثانية و الثمانون بعد المائة في قافية الراء / عدد أبياتها17) (الوافر): المرء مسير لا مخير: الراء المكسورة مع الراء : ص757_ شرح نَديم عَدِي_ ج2/دار طلاس للدراسات/ط2. ***** سنعتمد في شرح ما تبقى من اللزوميات شرح د. حسين نصار الذي أصدره (مركز تحقيق التراث الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة، مصر 1992م ، عدد الأجزاء (3) عدد الصفحات (1397) تحقيق سيدة حامد، منير المدني، زينب القوصي، وفاء الأعصر إشراف ومراجعة الدكتور حسين نصار) مع إضافة شرح أمين عبد العزيز الخانجي (طبعة مكتبة الخانجي، القاهرة بمقدمة الأستاذ كامل كيلاني، ومراعاة الرموز (هـ) هامش النسخة الهندية، و(م هـ ) متن الهندية، و(م) شرح النسخة المصرية. وكذلك شرح عزيز أفندي زند مدير جريدة المحروسة ومحررها طبع بمطبعة المحروسة بمصر سنة 1891م، آخذين بعين الاعتبار المحافظة على ما وصلنا من شرح البطليوسي وكنا قد اعتمدنا سابقا نشرة د طه حسين وإبراهيم الأبياري حتى اللزومية ٧٥ وهي آخر ما نشر من شرحهما للزوميات ((ورأينا اعتبارا من اللزومية 113 أن نلم ببعض ما انفرد به الشيخ أحمد بن إسماعيل الفحماوي (ت 1307هـ) في نسخه وهو وراق متأخر كان يتعيش بنسخ اللزوميات وبيعها. وتعج نسخة الفحماوي هذه بحواش وتعليقات نقلها الدكتور حسين نصار برمتها في نشرته في كل شروحه سواء أشار إلى ذلك أم لا ولا ندري كيف نلتمس له العذر على أنه لم يصرح في المقدمة أنه اعتمد نسخة الفحماوي بل لم يذكر نسخة الفحماوي في كل مقدمته ولا تفسير لذلك سوى الفوضى التي خلفتها أقلام فريق العمل الذي كان يشرف عليه وقد استنفد الفحماوي خياله الفني في ابتكار صور حواشيه فهذه بصورة زورق وأخرى في هيئة جمل بارك وأخرى صور أمواج أو سارية قامت على هامش الصفحة وتضمنت شروح كل الأبيات مضفورة كضفائر السواري ونأمل أن نجد فرصة لاحقا لإعادة نشرها في موقعنا ' بحيث تكون كل صفحة في مكانها من اللزوميات وكل ما يذكره نصار في شرحه للأبيات هو كلام الفحماوي والحق أن يرد الحق إلى أهله. وذكره أحمد تيمور باشا في كتابه عن ابي العلاء فقال أثناء تعريفه باللزوميات: "وكان الأديب الفاضل الشيخ أحمد الفحماوي النابلسي، نزيل مصر رحمه الله تعالى، مشتهِرًا بكتابة نسخ من هذا الكتاب، يتحرى فيها الصحة، ويطرزها بالحواشي المفيدة، ثم يبيع النسخة بعشرين دينارًا مصريًّا، فيتنافس في اقتنائها أعيان مصر وسراتها، وعندي منها نسختان" انتهى كلام تيمور باشا وفي أخبار الفحماوي أنه قام بطبع اللزوميات لأول مرة في مصر على الحجر في مطبعة كاستلي التي كان يعمل فيها وهي أشهر مطبعة وقتها بعد مطبعة بولاق (ولم نتوصل حتى الآن إلى هذه الطبعة ولا نعرف تاريخها) والنسخة التي سنعتمدها هي النسخة التي تحتفظ بها دار الكتب المصرية برقم 72 شعر تيمور وتقع في 448 ورقة.)) ونشير اعتبارا من اللزومية 391 إلى ما حكيناه في مقدمة اللزومية 390 عن اكتشاف نسخة من ديوان ابن حزم تضمنت قطعة من لزوميات أبي العلاء وقع فيها خلاف في ألفاظ كثيرة وزيادة على أبيات اللزوميات وكلها تنحصر في حرفي الدال والراء ( والله الموفق). أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر. سوى أن البيتين (10و9) هما القطعة رقم (70) من كتاب "زجر النابح" لأبي العلاء ص130 وطبع الكتاب بتحقيق د. أمجد الطرابلسي قال: أصاحِ كأن هذا الدهر شهر=خلقنا منه في ليل السّرار# وكم عادٍ أبادَ وكم ثمودٍ=أتاها صالحٌ ذات المرار# قال أبو العلاء في الرد على من اعترض عليه هذين البيتين: قد رُويت في هذا أخبار كثيرة منها ما ذكره ابن اسحق (1) في المبدأ(2) أن الأرض كانت مسكونة قبل آدم صلى الله عليه. وكان الذين يسكنونها يعرفون بالحِنِّ(3)، وأن حواء كانت تتعلم العجن الخبز ومصالح شؤونها من نساء الحِنِّ، وقد جاء في حديث آخر أن الأرض كان فيها قوم من الحن فاخذوا يفسدون ويسفكون الدم، وأن الله جلت عظمته أرسل إليهم إبليس فأجلاهم عن الأرض فلحقوا بالحجاز والجزائر . وقال بعض المفسرين في وقوله تعالى حكاية عن الملائكة: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ) (4) أي تجعل فيها من يفعل كما فعل القوم الذين كانوا (فيها) مقيمين. وفي بعض ما يُسند من الأحاديث أن الله خلق عَرَمَةً(5) من خردل يعظم ما هي عليه من الكثرة وخلق طائراً أعمى يجيء في كل مدة طويلة وفي بعض الروايات يجيء في كل أربعة وعشرين ألف سنة فيأخذ من ذلك الخردل حبة. فلما فرغت تلك العَرمة خلق الله آدم وأسكنه في الأرض. وفي حديث آخر مُسند أن موسى عليه السلام خطر في نفسه وهو واقف على الطور والله عز سلطانه يكلمه فقال في خلده: لقد أكرمني الله كرامة عظيمة لأنه لم يؤهل نبياً لهذه المنزلة. فكشف الله له عن الآزال والآباد فنظر في تلك الساعة [من مكا]نه إلى سبعين ألف طور عليها سبعون ألف رجل كلهم يعرف بموسى بن عمران والله سبحانه يناجيه. وليس ذلك بديعا من ملك الله لأن المملكة الغيبية واسعة لا يعرف كنهها المخلوقون. وليس هذا دافعا لقول من يقول: عمر الدنيا ستة آلاف سنة أو سبعة آلاف سنة لأن الله جل جلاله يجوز له أن يخلق عالما ويفنيه في أقصر وقت فكيف في هذه المدة المتوسطة (هـ). هذا كلام الشيخ أبي العلاء. 167-آ (1)هو محمد بن اسحاق بن يسار المطلبي صاحب السيرة النبوية المعروفة التي رواها عنه ابن هشام توفي سنة 151هـ (الأعلام 6/252). (2)لابن اسحاق كتاب بهذا الإسم ذكره ياقوت في الإرشاد (18/8). (3)في اللسان (مادة حنن). الحن: خلق بين الحن والإنس (4)سورة البقرة. (5) العرمة: الأنبار من الحنطة والشعير، والكدس من الحنطة في البيدر(اللسان).


الى صفحة القصيدة »»